ضياع البنات .. من المتهم؟
ضياع البنات.. من المتهم
عبير النحاس
خلال سنوات عملت فيها في التدريس و كنت قبلها بين فتيات في مثل عمري
شهدت بالطبع قصصا كثيرة مشت فيها البنات في دروب وعرة و كنت أرى في ثنايا
هذه القصص خيوطا متصلة.
و لو فكرت في جمع الخيوط لوجدت أن عدم وجود تربية دينية و وعي و علاقة
بالله قوية هو أول الأسباب التي تفتح في وجه البنات باب النار..
و أن غياب علاقة قوية تربط الأم بالبنات هي السبب الثاني..
و أن عدم وجود الوالد في حياة الفتيات هو السبب الثالث..
و هناك أمور أخرى كثيرة.
أذكر تماما أنني سألت يوما مدرسة التربية الدينية ببراءة عن حكم علاقات
الصداقة بين الفتيات و الأولاد عندما كنت في المرحلة الإعدادية, و كنت
وقتها و حسب نشأتي البعيدة عن التدين لا أعرف حرمة الأمر, و لكنني كما
أعتقد كنت أمتلك فطرة سليمة جعلتني أتوجس من الأمر رغم وجودي في مجتمع
منفتح كما يسمونه, و عندما علمت بحرمة تلك الصداقات ابتعدت عنها رغم عدم
قدرة المدرسة يومها على توضيح الأمر بشكل مفهوم وواضح و مرن.
و في قصة حدثت عندما كنت في مكان عام مع صديقاتي في سنوات الصبا و نحن
صغار؛ تعرض لنا بعض الشبان بكلمات لم نتقبلها بينما كنا نتبادل الأحاديث
المرحة, في ذلك اليوم انتابني غيظ و غضب و حدثت والدتي بما جرى فقالت
بهدوء: " ربما ظن هؤلاء الشبان أنكن فتيات سهلات المنال, فالفتاة التي
تحترم نفسها و تقدرها لا تضحك في الشارع و تتبسط بالكلام".
كان لتلك الكلمات أثرها بالطبع فقد امتنعت بعدها عن مجرد الابتسام, و كنت
أنظر لنفسي من خلال عيون الآخرين لأتأكد من احترامهم و تقديرهم.
الذي أحمد الله عليه هو سؤالي لوالدتي و سؤالي لتلك المدرسة في تلك
المرحلة, و ما زلت متأكدة أن الكثير من حالات الضياع سببها لجوء الفتيات
إلى بعضهن دون الكبار, و ما هذا إلا لضعف العلاقات و الروابط بين الأم و
أولادها و ابتعادها عنهن نحو أمور أخرى تظنها أهم و هي واهمة بلا شك.
و الذي أريد التركيز عليه هنا هو علاقة الصبية بوالدها و إخوتها, و لا ينكر
أحد حاجة الفتاة إلى محبة و تقدير و اهتمام الجنس الأخر و ليت الأب و الأخ
يدرك هذا فيحيط بناته بتلك المشاعر الحلوة التي تحميها من البحث عنها عند
غيره و تمدها بالثقة بنفسها و العزة و الكرامة و المحبة و الانتماء لأهلها و
التي تمنعها من الإساءة إليهم و لو بنظرة أو كلمة فضلا عن علاقة و صحبة
محرمة.
تقلقني تلك الأم الساذجة و التي لا تتخذ التحذير سلاحا لحماية أطفالها من
كل ما قد يعترضهم, و لا تبدأ به منذ نعومة أظافرهم, فابنة الثالثة و ابن
الثالثة يستطيع أن يفهم تماما معنى الستر و معنى حماية نفسه و معنى أن يكون
حذرا من الغرباء, بل و الحذر من القريبين هو الأكثر ضرورة و هو ما يجب أن
تفتح له الأمهات أعينهن و أذانهن و أحاسيسهن, و صبية في الثامنة أو التاسعة
تستطيع أن تدرك مآرب الشبان.
و يقلقني ذلك الإهمال و تلك الحرية التي يلقي لها البعض أولادهم فلا يرقبون
ما يرونه و يسمعونه و يقرؤوه, فالمسلسلات و الأفلام و بعض أفلام الكرتون و
غيرها من المجلات و الروايات و القصص السيئة و الكثير من الأصحاب و
الأقارب السيئين.
فأين نحن من العائلات التي تحنو على أولادها و تراعي حق الله في تربيتهم و
تحتويهم و تراقب ما يحيط بهم و ما يصل إليهم , و عندها سينشأ ذلك الجيل
الذي نستطيع أن نأمل منه الكثير.
ضياع البنات.. من المتهم
عبير النحاس
خلال سنوات عملت فيها في التدريس و كنت قبلها بين فتيات في مثل عمري
شهدت بالطبع قصصا كثيرة مشت فيها البنات في دروب وعرة و كنت أرى في ثنايا
هذه القصص خيوطا متصلة.
و لو فكرت في جمع الخيوط لوجدت أن عدم وجود تربية دينية و وعي و علاقة
بالله قوية هو أول الأسباب التي تفتح في وجه البنات باب النار..
و أن غياب علاقة قوية تربط الأم بالبنات هي السبب الثاني..
و أن عدم وجود الوالد في حياة الفتيات هو السبب الثالث..
و هناك أمور أخرى كثيرة.
أذكر تماما أنني سألت يوما مدرسة التربية الدينية ببراءة عن حكم علاقات
الصداقة بين الفتيات و الأولاد عندما كنت في المرحلة الإعدادية, و كنت
وقتها و حسب نشأتي البعيدة عن التدين لا أعرف حرمة الأمر, و لكنني كما
أعتقد كنت أمتلك فطرة سليمة جعلتني أتوجس من الأمر رغم وجودي في مجتمع
منفتح كما يسمونه, و عندما علمت بحرمة تلك الصداقات ابتعدت عنها رغم عدم
قدرة المدرسة يومها على توضيح الأمر بشكل مفهوم وواضح و مرن.
و في قصة حدثت عندما كنت في مكان عام مع صديقاتي في سنوات الصبا و نحن
صغار؛ تعرض لنا بعض الشبان بكلمات لم نتقبلها بينما كنا نتبادل الأحاديث
المرحة, في ذلك اليوم انتابني غيظ و غضب و حدثت والدتي بما جرى فقالت
بهدوء: " ربما ظن هؤلاء الشبان أنكن فتيات سهلات المنال, فالفتاة التي
تحترم نفسها و تقدرها لا تضحك في الشارع و تتبسط بالكلام".
كان لتلك الكلمات أثرها بالطبع فقد امتنعت بعدها عن مجرد الابتسام, و كنت
أنظر لنفسي من خلال عيون الآخرين لأتأكد من احترامهم و تقديرهم.
الذي أحمد الله عليه هو سؤالي لوالدتي و سؤالي لتلك المدرسة في تلك
المرحلة, و ما زلت متأكدة أن الكثير من حالات الضياع سببها لجوء الفتيات
إلى بعضهن دون الكبار, و ما هذا إلا لضعف العلاقات و الروابط بين الأم و
أولادها و ابتعادها عنهن نحو أمور أخرى تظنها أهم و هي واهمة بلا شك.
و الذي أريد التركيز عليه هنا هو علاقة الصبية بوالدها و إخوتها, و لا ينكر
أحد حاجة الفتاة إلى محبة و تقدير و اهتمام الجنس الأخر و ليت الأب و الأخ
يدرك هذا فيحيط بناته بتلك المشاعر الحلوة التي تحميها من البحث عنها عند
غيره و تمدها بالثقة بنفسها و العزة و الكرامة و المحبة و الانتماء لأهلها و
التي تمنعها من الإساءة إليهم و لو بنظرة أو كلمة فضلا عن علاقة و صحبة
محرمة.
تقلقني تلك الأم الساذجة و التي لا تتخذ التحذير سلاحا لحماية أطفالها من
كل ما قد يعترضهم, و لا تبدأ به منذ نعومة أظافرهم, فابنة الثالثة و ابن
الثالثة يستطيع أن يفهم تماما معنى الستر و معنى حماية نفسه و معنى أن يكون
حذرا من الغرباء, بل و الحذر من القريبين هو الأكثر ضرورة و هو ما يجب أن
تفتح له الأمهات أعينهن و أذانهن و أحاسيسهن, و صبية في الثامنة أو التاسعة
تستطيع أن تدرك مآرب الشبان.
و يقلقني ذلك الإهمال و تلك الحرية التي يلقي لها البعض أولادهم فلا يرقبون
ما يرونه و يسمعونه و يقرؤوه, فالمسلسلات و الأفلام و بعض أفلام الكرتون و
غيرها من المجلات و الروايات و القصص السيئة و الكثير من الأصحاب و
الأقارب السيئين.
فأين نحن من العائلات التي تحنو على أولادها و تراعي حق الله في تربيتهم و
تحتويهم و تراقب ما يحيط بهم و ما يصل إليهم , و عندها سينشأ ذلك الجيل
الذي نستطيع أن نأمل منه الكثير.
الإثنين سبتمبر 02, 2013 1:04 pm من طرف naser shalby
» في تناسق النباتات والزهور بصورة جميلة راحة للأعماق وبهجة للنظر
الإثنين سبتمبر 02, 2013 12:57 pm من طرف naser shalby
» أخصائي الطب البديل فهد البناي: الزهور.. هدوء النفس وراحة البال
الإثنين سبتمبر 02, 2013 12:47 pm من طرف naser shalby
» كيــــف تلعب الزوجة دور الزوجة الحبيبه والعشيقه ( بما يرضي الله ) ..
الإثنين سبتمبر 02, 2013 12:37 pm من طرف naser shalby
» كيف تتعامل مع زوجتك ... و لكم في رسول الله اسوة حسنة
الإثنين سبتمبر 02, 2013 12:30 pm من طرف naser shalby
» للعرايس والمتزوجات تعالى اقولك على سر خطير عن رغبة المرأة الجنسية
الإثنين سبتمبر 02, 2013 12:23 pm من طرف naser shalby
» لعقبات التي تقف في طريق السعاده الزوجيه
الإثنين سبتمبر 02, 2013 12:16 pm من طرف naser shalby
» ¸.من أجمــــــــــل أقوال السلف الصالح.. هؤلاء العمــــــالقة الأكابر.¸
الإثنين سبتمبر 02, 2013 12:04 pm من طرف naser shalby
» رحمة النبي بالمؤمنين يوم القيامة
الإثنين سبتمبر 02, 2013 11:56 am من طرف naser shalby