لمن نبوح بأسرارنا؟..
عندما أجبر الحزن و الإحباط إحدى طالبات الصف العاشر على أن تبوح بسرها
الخطير لصديقتها و أخبرتها عن انفصال والديها القريب قامت بمواساتها لدقائق
معدودة و أظهرت تأثرا و حزنا عميقين و أسعدت تلك المؤازرة الفتاة المكلومة
و خففت عنها حزنها و انصرفت شاكرة لها صنيعها و لم تنس أن تطلب منها في
نهاية اللقاء أن تحتفظ بالسر بينهما فهي لا تريد أن تكثر حولها القصص و
الشائعات و طمأنتها الصديقة, و لكنها في اليوم التالي لاحظت نظرات الشفقة
التي تطل من عيون جميع بنات الصف و تلاحقها فأُضيف إلى شعورها بالحزن و
الإحباط لانفصال والديها شعور بالخيبة و الأسى لخيانة صديقتها لها و انكشاف
سرها.
كثيرة هي القصص التي نسمعها تحدث بهذه الطريقة و كثيرة هي الأسرار
التي تنتشر بين الفتيات و الأولاد, و للفتيات بهذا الشأن سجل حافل لا يخفى
على حاضر أو غائب.
لا أدري ما الذي يغرينا حقا بأن نبوح بأسرارنا و مكنونات أنفسنا للآخرين, و
لا أنكر أيضا أنني فعلتها مرارا و ندمت كثيرا و ما زلت أعيدها في بعض
الأوقات عندما يستبد بمشاعري حزن أو فرح و ربما حيرة, و قد أجدني أطمع في
تعاطف أو تأييد و ربما لطلب المشورة و هي أمور قد تكون نافعة في بعض
الأحيان.
هناك من الفتيات من تبوح بسرها لصديقة رغبة في إثبات عمق الصداقة و أحيانا
تكون الأسرار هي ثمن الصداقات؛ فمرة علمت بأن دخول فتاة إلى إحدى المجموعات
كان يتطلب منها أن تحكي أسرارا عن أمور قد لا تكون موجودة, و هي من الأمور
الخطرة و التي جلبت لكثير ممن فعلوها الأحزان.
ما زلت أذكر قصة فتاة صغيرة سمعت من إحدى الجارات قصة سيئة عن ابن جيران
لهم كانت تحكيها لأمها, و كمن حمل كنزاً نقلت القصة إلى صديقتها في المدرسة
و جارتها التي تسكن في نفس الشارع أيضاً ثم نسيت الأمر حتى صادف أن عادت
تلك الصديقة يوما من المدرسة بصحبة أخت الفتى, و لم تجد ما تملأ به الوقت
سوى ذكر القصة التي سمعتها من صاحبتنا منذ مدة و التي تحكي عن أعمال شائنة
يقوم بها أخوها, و لم تتردد الأخت في طرق باب الفتاة لتتأكد من صحة القصة, و
وجدت صاحبتنا نفسها مضطرة للاعتراف بأنها سمعتها من والدتها و جارتهم و
حدثت قطيعة بين الجيران لهذا السبب, و تعلمت الفتاة الدرس الصعب, و لا أعلم
إن عادت لتختبر أوعية الآخرين بعده.
من المفيد أن نعلم أن الأسرار قد تكون كنوزاً تفتحها ألسنتنا لمن نبوح لهم
بها, و قد لا يستحقونها.. و قد لا يمتلكون تلك الأمانة التي نفترض وجودها
فيهم.. و قد يستخدمونها كسلاح يشهرونه في وجوهنا يوما.
و لنا أن ندرك أن السر قوة طالما احتفظنا به..
و أن لنا أن نبوح لمن نرجو مشورته من الكبار و الصادقين معنا بالتأكيد..
و لو اتخذنا من أهلنا أصدقاء لكان فوزًنا رائعا لأننا سنضمن وقتها من يحفظ السر و يحسن تقديم النصيحة..
لكنَّ محبتي..
كتبتها لموقع رسالة المرأة
عبير النحاس
عندما أجبر الحزن و الإحباط إحدى طالبات الصف العاشر على أن تبوح بسرها
الخطير لصديقتها و أخبرتها عن انفصال والديها القريب قامت بمواساتها لدقائق
معدودة و أظهرت تأثرا و حزنا عميقين و أسعدت تلك المؤازرة الفتاة المكلومة
و خففت عنها حزنها و انصرفت شاكرة لها صنيعها و لم تنس أن تطلب منها في
نهاية اللقاء أن تحتفظ بالسر بينهما فهي لا تريد أن تكثر حولها القصص و
الشائعات و طمأنتها الصديقة, و لكنها في اليوم التالي لاحظت نظرات الشفقة
التي تطل من عيون جميع بنات الصف و تلاحقها فأُضيف إلى شعورها بالحزن و
الإحباط لانفصال والديها شعور بالخيبة و الأسى لخيانة صديقتها لها و انكشاف
سرها.
كثيرة هي القصص التي نسمعها تحدث بهذه الطريقة و كثيرة هي الأسرار
التي تنتشر بين الفتيات و الأولاد, و للفتيات بهذا الشأن سجل حافل لا يخفى
على حاضر أو غائب.
لا أدري ما الذي يغرينا حقا بأن نبوح بأسرارنا و مكنونات أنفسنا للآخرين, و
لا أنكر أيضا أنني فعلتها مرارا و ندمت كثيرا و ما زلت أعيدها في بعض
الأوقات عندما يستبد بمشاعري حزن أو فرح و ربما حيرة, و قد أجدني أطمع في
تعاطف أو تأييد و ربما لطلب المشورة و هي أمور قد تكون نافعة في بعض
الأحيان.
هناك من الفتيات من تبوح بسرها لصديقة رغبة في إثبات عمق الصداقة و أحيانا
تكون الأسرار هي ثمن الصداقات؛ فمرة علمت بأن دخول فتاة إلى إحدى المجموعات
كان يتطلب منها أن تحكي أسرارا عن أمور قد لا تكون موجودة, و هي من الأمور
الخطرة و التي جلبت لكثير ممن فعلوها الأحزان.
ما زلت أذكر قصة فتاة صغيرة سمعت من إحدى الجارات قصة سيئة عن ابن جيران
لهم كانت تحكيها لأمها, و كمن حمل كنزاً نقلت القصة إلى صديقتها في المدرسة
و جارتها التي تسكن في نفس الشارع أيضاً ثم نسيت الأمر حتى صادف أن عادت
تلك الصديقة يوما من المدرسة بصحبة أخت الفتى, و لم تجد ما تملأ به الوقت
سوى ذكر القصة التي سمعتها من صاحبتنا منذ مدة و التي تحكي عن أعمال شائنة
يقوم بها أخوها, و لم تتردد الأخت في طرق باب الفتاة لتتأكد من صحة القصة, و
وجدت صاحبتنا نفسها مضطرة للاعتراف بأنها سمعتها من والدتها و جارتهم و
حدثت قطيعة بين الجيران لهذا السبب, و تعلمت الفتاة الدرس الصعب, و لا أعلم
إن عادت لتختبر أوعية الآخرين بعده.
من المفيد أن نعلم أن الأسرار قد تكون كنوزاً تفتحها ألسنتنا لمن نبوح لهم
بها, و قد لا يستحقونها.. و قد لا يمتلكون تلك الأمانة التي نفترض وجودها
فيهم.. و قد يستخدمونها كسلاح يشهرونه في وجوهنا يوما.
و لنا أن ندرك أن السر قوة طالما احتفظنا به..
و أن لنا أن نبوح لمن نرجو مشورته من الكبار و الصادقين معنا بالتأكيد..
و لو اتخذنا من أهلنا أصدقاء لكان فوزًنا رائعا لأننا سنضمن وقتها من يحفظ السر و يحسن تقديم النصيحة..
لكنَّ محبتي..
كتبتها لموقع رسالة المرأة
عبير النحاس
الإثنين سبتمبر 02, 2013 1:04 pm من طرف naser shalby
» في تناسق النباتات والزهور بصورة جميلة راحة للأعماق وبهجة للنظر
الإثنين سبتمبر 02, 2013 12:57 pm من طرف naser shalby
» أخصائي الطب البديل فهد البناي: الزهور.. هدوء النفس وراحة البال
الإثنين سبتمبر 02, 2013 12:47 pm من طرف naser shalby
» كيــــف تلعب الزوجة دور الزوجة الحبيبه والعشيقه ( بما يرضي الله ) ..
الإثنين سبتمبر 02, 2013 12:37 pm من طرف naser shalby
» كيف تتعامل مع زوجتك ... و لكم في رسول الله اسوة حسنة
الإثنين سبتمبر 02, 2013 12:30 pm من طرف naser shalby
» للعرايس والمتزوجات تعالى اقولك على سر خطير عن رغبة المرأة الجنسية
الإثنين سبتمبر 02, 2013 12:23 pm من طرف naser shalby
» لعقبات التي تقف في طريق السعاده الزوجيه
الإثنين سبتمبر 02, 2013 12:16 pm من طرف naser shalby
» ¸.من أجمــــــــــل أقوال السلف الصالح.. هؤلاء العمــــــالقة الأكابر.¸
الإثنين سبتمبر 02, 2013 12:04 pm من طرف naser shalby
» رحمة النبي بالمؤمنين يوم القيامة
الإثنين سبتمبر 02, 2013 11:56 am من طرف naser shalby