تأملات في سر جمال الربيع
تأملات في سر جمال الربيع
بسم الله الرحمن الرحيم
كم كتب الأدباء في وصف الربيع .. وكم تغنى الشعراء بجماله ولون الكساء الذي بسطه علي الأرض وزينه بالأزهار المتنوعه وعطره بأريجها , وجمال الأشجار التي أورقت واخضرت بعد أن سلبها الشتاء اوراقها حيث اصبحت في زمانه أعواد باهتة لا لون لها ولا نماء فيها , وانه امتاز عن غيره باعتدال جوه لا هو بارد متجمد ولا هو حار حرارة الشمس المحرقة .
فما هو سر هذا الجمال ؟ ... من خلال نظرة تأملية بسيطة نجد الربيع في موقع الاعتدال .. آلا ترى أنه واقع بين شتاء قارص البروده وصيف حار محرق هذا هو سبب جماله .. فالاعتدال والتوسط في الأشياء شئ جميل ومريح يساعد علي الحياة الطيبة السعيدة يريح الأعصاب من التشنجات ويشرح النفس ويجلب السعادة وهذا هو صلب ما يطلبه الإنسان في حياته ...
ألا ترى معي قول الحق تبارك وتعالى : " وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً " كأن في ذلك علامة فارقه تبين ان الإسلام هو الدين الوسط بين الإفراط والتفريط ووسطا في الشريعة , لا تشديدات اليهود وآصارهم , ولا تهاون النصارى .
ونقل البغوي في تفسيره (1/122) عن الكلبي أنه قال : ( وَسَطاً ) : " يعني : أهل دين وسط ، بين الغلو والتقصير ، لأنهما مذمومان في الدين " . . وقال ابن كثير في تفسير هذه الآية : " والوسط ههنا الخيار والأجود , كما يقال : قريش أوسط العرب نسباً وداراً أي : خيارها , وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وسطاً في قومه , أي أشرفهم نسباً , ومنه : الصلاة الوسطى التي هي أفضل الصلوات وهي صلاة العصر كما ثبت في الصحاح وغيرها ."
ألا ترى يا أخي المسلم أن عبادتك لله والتمسك بشرعه تتطلب منك التوسط فلا مغالاة فيها ولاتطرف , ولا تهاون في آدائها والانسلاخ منها في كثير من الأحيان وأنت في ذلك التوسط في أحسن أحوال الإيمان وأجمل أنواع التطبيق لشرع الله , فلا تجعل من الحرص الزائد عن حده يفسد عليك عبادتك . ولا التهاون والتقصير في أداء ما فرضه الله عليك يحرمك الأجر والثواب ويعرضك لعقوبته , عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ :
( إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلاَّ غَلَبَهُ ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا ، وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَىْءٍ مِنَ الدُّلْجَةِ ) رواه البخاري (39) ومسلم (2816(
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله :
" معنى الحديث : النهي عن التشديد في الدين ، بأن يحمِّل الإنسان نفسه من العبادة ما لا يحتمله إلا بكلفة شديدة ، وهذا هو المراد بقوله صلى الله عليه وسلم : ( لن يشاد الدين أحد إلا غلبه ) يعني : أن الدين لا يؤخذ بالمغالبة ، فمن شاد الدين غلبه وقطعه .
فهل لنا يا إخوتي وأخواتي أن نتخذ الاعتدال منهجا في حياتنا وعبادتنا وسبيل معيشتنا لكي نحافظ علي ديننا وسلامة عقيدتنا وبذلك نسلك سبيل الاستقامة التي أمر الله بها رسوله صلى الله عليه وسلم وتابعيه في قوله تعالى " فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا إنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ " .
نسأل الله العلي القدير أن يهدينا سبيل الرشاد وأن يعيننا علي طاعته وحسن عبادته وأن يجعلنا من المتمسكين بكتابه وهدي نبيه صلى الله عليه وسلم .. آمـــــين
تأملات في سر جمال الربيع
بسم الله الرحمن الرحيم
كم كتب الأدباء في وصف الربيع .. وكم تغنى الشعراء بجماله ولون الكساء الذي بسطه علي الأرض وزينه بالأزهار المتنوعه وعطره بأريجها , وجمال الأشجار التي أورقت واخضرت بعد أن سلبها الشتاء اوراقها حيث اصبحت في زمانه أعواد باهتة لا لون لها ولا نماء فيها , وانه امتاز عن غيره باعتدال جوه لا هو بارد متجمد ولا هو حار حرارة الشمس المحرقة .
فما هو سر هذا الجمال ؟ ... من خلال نظرة تأملية بسيطة نجد الربيع في موقع الاعتدال .. آلا ترى أنه واقع بين شتاء قارص البروده وصيف حار محرق هذا هو سبب جماله .. فالاعتدال والتوسط في الأشياء شئ جميل ومريح يساعد علي الحياة الطيبة السعيدة يريح الأعصاب من التشنجات ويشرح النفس ويجلب السعادة وهذا هو صلب ما يطلبه الإنسان في حياته ...
ألا ترى معي قول الحق تبارك وتعالى : " وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً " كأن في ذلك علامة فارقه تبين ان الإسلام هو الدين الوسط بين الإفراط والتفريط ووسطا في الشريعة , لا تشديدات اليهود وآصارهم , ولا تهاون النصارى .
ونقل البغوي في تفسيره (1/122) عن الكلبي أنه قال : ( وَسَطاً ) : " يعني : أهل دين وسط ، بين الغلو والتقصير ، لأنهما مذمومان في الدين " . . وقال ابن كثير في تفسير هذه الآية : " والوسط ههنا الخيار والأجود , كما يقال : قريش أوسط العرب نسباً وداراً أي : خيارها , وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وسطاً في قومه , أي أشرفهم نسباً , ومنه : الصلاة الوسطى التي هي أفضل الصلوات وهي صلاة العصر كما ثبت في الصحاح وغيرها ."
ألا ترى يا أخي المسلم أن عبادتك لله والتمسك بشرعه تتطلب منك التوسط فلا مغالاة فيها ولاتطرف , ولا تهاون في آدائها والانسلاخ منها في كثير من الأحيان وأنت في ذلك التوسط في أحسن أحوال الإيمان وأجمل أنواع التطبيق لشرع الله , فلا تجعل من الحرص الزائد عن حده يفسد عليك عبادتك . ولا التهاون والتقصير في أداء ما فرضه الله عليك يحرمك الأجر والثواب ويعرضك لعقوبته , عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ :
( إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلاَّ غَلَبَهُ ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا ، وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَىْءٍ مِنَ الدُّلْجَةِ ) رواه البخاري (39) ومسلم (2816(
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله :
" معنى الحديث : النهي عن التشديد في الدين ، بأن يحمِّل الإنسان نفسه من العبادة ما لا يحتمله إلا بكلفة شديدة ، وهذا هو المراد بقوله صلى الله عليه وسلم : ( لن يشاد الدين أحد إلا غلبه ) يعني : أن الدين لا يؤخذ بالمغالبة ، فمن شاد الدين غلبه وقطعه .
فهل لنا يا إخوتي وأخواتي أن نتخذ الاعتدال منهجا في حياتنا وعبادتنا وسبيل معيشتنا لكي نحافظ علي ديننا وسلامة عقيدتنا وبذلك نسلك سبيل الاستقامة التي أمر الله بها رسوله صلى الله عليه وسلم وتابعيه في قوله تعالى " فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا إنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ " .
نسأل الله العلي القدير أن يهدينا سبيل الرشاد وأن يعيننا علي طاعته وحسن عبادته وأن يجعلنا من المتمسكين بكتابه وهدي نبيه صلى الله عليه وسلم .. آمـــــين
الإثنين سبتمبر 02, 2013 1:04 pm من طرف naser shalby
» في تناسق النباتات والزهور بصورة جميلة راحة للأعماق وبهجة للنظر
الإثنين سبتمبر 02, 2013 12:57 pm من طرف naser shalby
» أخصائي الطب البديل فهد البناي: الزهور.. هدوء النفس وراحة البال
الإثنين سبتمبر 02, 2013 12:47 pm من طرف naser shalby
» كيــــف تلعب الزوجة دور الزوجة الحبيبه والعشيقه ( بما يرضي الله ) ..
الإثنين سبتمبر 02, 2013 12:37 pm من طرف naser shalby
» كيف تتعامل مع زوجتك ... و لكم في رسول الله اسوة حسنة
الإثنين سبتمبر 02, 2013 12:30 pm من طرف naser shalby
» للعرايس والمتزوجات تعالى اقولك على سر خطير عن رغبة المرأة الجنسية
الإثنين سبتمبر 02, 2013 12:23 pm من طرف naser shalby
» لعقبات التي تقف في طريق السعاده الزوجيه
الإثنين سبتمبر 02, 2013 12:16 pm من طرف naser shalby
» ¸.من أجمــــــــــل أقوال السلف الصالح.. هؤلاء العمــــــالقة الأكابر.¸
الإثنين سبتمبر 02, 2013 12:04 pm من طرف naser shalby
» رحمة النبي بالمؤمنين يوم القيامة
الإثنين سبتمبر 02, 2013 11:56 am من طرف naser shalby